صلاة الاستخارة، تعريفها وأحكامها

تعريف صلاة الاستخارة

الاستخارة لغةً هي طلب الْخِيَرَة والتوفيق والسدادِ في أمور الدنيا والدين. وهي مصدر مشتق من الفعل استخار يستخير استخارةً أي طلب الخيرة والاختيار ممن هو أكثر علما وأوسع حكمة. أما في الاصطلاح الشرعي، فالاستخارة عبارة عن صلاة يؤديها المسلم عند شعوره بالحيرة والتردد لفعل أو ترك أمر معين لا يعلم إن كانت عواقبه نافعة أو ضارة. فيستخير الله تعالى طالبا منه صرف همته وعزمه لما يحبه تعالى ويرضاه. وصلاة الاستخارة بهذا المعنى، ركعتان يؤديهما المسلم من غير الفريضة كلما عزم على الانخراط في فعل معين كالزواج والتجارة والسفر ونحو ذلك. وفي هذه الصلاة، يطلب العبد من ربه أن يختار له الخير ويعينه عليه، ويصرفه عما يريد إذا كان فيه شر له.

حكم صلاة الاستخارة

هناك إجماع من أهل العلم قديما وحديثا على أن صلاة الاستخارة سُنَّة كان الرسول صلى الله عليه وسلم يؤديها في بعض الظروف والأحوال طوال حياته. ويستشهد أهل العلم على هذا الحكم بعدد من الأحاديث النبوية الشريفة وخاصة ما رواه البخاري في صحيحه عن جابر وعن سعد بن أبي وقاص أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (من سعادة ابن آدم استخارة الله، ومن سعادة بني آدم رضاه بما قضى الله، ومن شقوة ابن آدم تركه استخارة الله، ومن شقوة ابن آدم سخطه بما قضى الله). فصلاة الاستخارة بذلك، سُنة ثابتة عن النبي الكريم، من عمل بها ورضي بما قسم الله له نال السعادة والتوفيق في الدنيا والآخرة، ومن تركها ولم يرضَ بقضاء الله وقدره عَرَّض نفسه للشقاء والسخَط.

شروط صلاة الإستخارة

لصلاة الاستخارة شروط يستحسن توفرها قبل وبعد الدخول فيها حتى تصح وينتفع بها العبد بإذن الله تعالى. وأول هذه الشروط هو النية في أدائها، وثانيها الأخذ بالأسباب بعد أدائها وعدم التهاون والتواكل عليها. وثالثها الرضا بقضاء الله وقدره قبل وأثناء وبعد أدائها مهما كانت نتائجها. ورابعها استعمالها في الأمور المباحة كالزواج والتجارة والسفر وما شابه ذلك. وخامسها التوبة إلى الله تعالى ورد مظالم الناس والابتعاد عن أكل الربا والمال الحرام لزيادة فرص قبولها. وسادسها عدم اللجوء إليها إذا كان في القلب ميل سابق وانحياز لأحد الأمرين موضوع صلاة الاستخارة. وسابعها القيام بها في غير الأوقات المنهيّ عنها كوقت طلوع الشمس مثلا، ووقت الغروب. وثامنها الصبر بعدها وعدم استعجال نتائجها. هذا بالإضافة إلى الشروط الأخرى التي تجب في كل الصلوات كالطهارة وستر العورة وغيرهما.

دعاء صلاة الإستخارة

بعد أن يصلي المسلم ركعتي الاستخارة، يسلّم ثم يحمد الله تعالى ويصلي على نبيه، ثم يدعو بالدعاء الذي رواه البخاري في صحيحه من حديث جابر قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعلمنا الاستخارة في الأمور كلها كما يعلمنا السورة من القرآن فيقول: (إذا هَمَّ أحدكم بالأمر فليركع ركعتين من غير الفريضة ثم ليقل اللهم إني أستخيرك بعلمك وأستقدرك بقدرتك وأسألك من فضلك، فإنك تقدر ولا أقدر وتعلم ولا أعلم وأنت علاَّم الغيوب، اللهم فإن كنتَ تعلم هذا الأمر "ثم تسميه بعينه" خيرا لي في عاجل أمري وآجله -قال- أو في ديني ومعاشي وعاقبة أمري فَاقْدُرْهُ لي ويَسِّرهُ لي ثم بارك لي فيه، اللهم وإن كنتَ تعلم أنه شر لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري -أو قال- في عاجل أمري وآجله فاصرفني عنه [ واصرفه عني ] وَاقْدُرْ لي الخير حيث كان ثم رَضِّنِي به).

بقلم: محمد الحياني

مشاركة هذا المقال:

تعليقات