الغُسْل لغةً من الاغتسال أي تعميم الماء على الجسم لإزالة الأوساخ والنجاسات وغيرها، وشرعاً إيصال الماء الطاهر إلى جميع البدن مع الدَّلك بِنيّة رفع الحدث كي تصح الصلاة وعددٌ من العبادات، ولا يشترط في الغُسْل البدء بجزء معين من الجسم، لكن يُستحَبُّ للمسلم أن يَقتدي فيه بطريقة النبي صلَّى الله عليه وسلَّم.
مشروعية الغُسل
اتفق أهل العلم على مشروعية الغُسل في الإسلام لرفع الحدث وإزالة الجنابة واستباحة الصلاة، ويستدلون على مشروعيته بقوله تعالى في سورة النساء: {يا أيها الذين آمنوا لا تَقْربوا الصلاة وأنتم سكارى حتى تعلموا ما تقولون ولا جُنُباً إلا عابري سبيل حتى تغتسلوا]. كما يستدلون على ذلك من السنة النبوية بقول النبي الكريم: (حقٌّ على كل مسلم أن يغتسل في كل سبعة أيام يوماً، يَغسل فيه رأسه وجسده).
أنواع الغُسل
يُقَسِّم أهل العلم الغُسل إلى نوعين، الأول فرض واجب، والثاني سُنّة مستحبة. فأما الغُسل الفرض فهو الذي يجب بعد خروج المني، والجماع، وانقطاع الحيض، وانقطاع النفاس، ودخول الكافر في الإسلام، وموت المسلم. وأما غُسل السُّنّة فهو الذي يُغْنِي عن الوضوء ولا يقوم مقام الغُسل الواجب، ومن أمثلته الاغتسال يوم الجمعة، و يوم العيد وعند الإحرام، وخلال الحج والعمرة، إضافة إلى الاغتسال للنّظافة والتبرّد ونحو ذلك.
موجبات الغُسل
موجبات الغسل الفرض ستة أولها خروج المَنِيّ بشهوة في النوم أو في اليقظة، وثانيها الجماع بأنْ يُدخِل الرجل حَشَفَةَ الذَكَر كاملةً في فَرْج زوجته، وثالثها انقطاع دم الحيض، ورابعها انقطاع دم النفاس، وخامسها دخول الكافر في الإسلام، وسادسها موت المسلم لأن النبي الكريم قال عندما توفيت ابنته (اغسِلنَها ثلاثًا، أو خمسًا، أو أكثر من ذلك إذا رأيْتُنِّ). ومن العلماء من يعتبر غُسل الجمعة فرضا، ومنهم من يعتبره مستحبا فقط.
صِفة الغُسل
يبدأ الغُسْل بالنيّة حيث يَنوي المسلم الغُسل بقلبه ثم يَغسِل يديه قبل إدخالهما في الإناء، بعد ذلك يقوم بغسل فرجه وإزالة الأذى عنه، ثم يقوم بتنظيف يده ويتوضأ مع تأخير غَسْل رجلَيْه إلى ما بعد الغُسْل، ثم يغسل رأسه ثلاث مرات مع إيصال الماء إلى فروة الرأس، ثم يُفيض الماء على بَقية البَدَن مَرّة واحدة بدءاً بالجهة اليمنى، مع مراعاة غَسْل اللحية جيدا،ً وإيصال الماء إلى ثنايا الجلد كالإبط وغيره. ثم يَتنحَّى عن مكانه فيغسل قدميه، وبذلك يكون قد انتهى من الغُسل.
فضل الغُسل
للغُسل فوائد صحية وفضائل روحية تعود على المسلم بالخير والصلاح في الدنيا والآخرة، ففي الغُسل تعبد لله وطاعة لأوامره سبحانه وتعالى، وفيه استباحة لعبادات أخرى كالصلاة وقراءة القرآن والاعتكاف في المساجد والطواف بالكعبة وغيرها، وبالغُسل تحصل النظافة وتزول الأوساخ والنجاسات عن الجسم فتطيب رائحة الإنسان ويَسْلم جسمه من الأمراض ولا ينفر الناس منه. وبالغُسل يحصل النشاط للجسم فيكتسب القوة والحيوية ويذهب عنه الفتور والخمول والكسل.
بقلم: محمد الحياني
تعليقات