الطواف لغةً الدوران على الشيء أو المشي حوله، وشرعا عبادة يقوم خلالها الحاج أو المعتمر بالمشي سبع مرات متتالية حول الكعبة المشرفة امتثالا لأوامر الله سبحانه وتعالى وتعظيما لشعائره. وهناك ثلاثة أنواع من الطواف في الحج هي طواف القدوم وطواف الإفاضة وطواف الوداع، أما العمرة فلها طوافان فقط هما طواف القدوم وطواف الوداع.
حُكم طواف العمرة
أجمع أهل العلم على أن طواف القدوم هو الركن الأساسي للعمرة والذي لا تصح إلا به، لكنهم اختلفوا في مشروعية أداء المعتمر لطواف الوداع أثناء العمرة، حيث يقول بعضٌ من علماء الحنفية وأتباعهم أنه واجب وأن تاركه يلزمه دم، ويخالفهم في هذا القول جمهور العلماء ومنهم المالكية الذين يرون أن طواف الوداع للعمرة سُنّة فقط، يثاب فاعله وليس على تاركه دم ولا إثم ولا نحو ذلك.
كيفية طواف العمرة
يبدأ المعتمر الطواف للعمرة من مكان الحجر الأسود، حيث يقترب منه فيُقبله إذا أمكن ذلك، أو يلمسه بيده أو يكتفي بالإشارة إليه بيده اليمنى من بعيد. ثم يمشي حول البيت فيجعل الكعبة عن يساره، ثم يبدأ بالطواف حول البيت مرورا بالركن اليماني وانتهاء بركن الحَجَر الأسود الذي بدأ منه الطواف أول مرة، وبذلك يكون المعتمر قد أتم شوطا واحدا، ويلزمه أن يكرر نفس الشوط سبع مرات، ويستحب للمعتمِر أن يسرع الخطوات ويقاربها في الأشواط الثلاثة الأولى، وأن يسير بشكل عادي في الأشواط الأربعة الأخرى.
شروط طواف العمرة
لطواف العمرة شروط لا يصح أداؤه إلا بها؛ أولها النية عند الشروع فيه. وثانيها الطهارة من الحدث والخبث وستر العورة. وثالثها أن يكون الطواف داخل المسجد وليس خارجه، وحول البيت وليس داخله. ورابعها أن يجعل المعتمر البيتَ عن يساره أثناء الطواف، وخامسها أن يطوف بالبيت سبعة أشواط كاملة دون زيادة أو نقصان. وسادسها الموالاة بين الأشواط والتتابع فيها دون توقف أو فصل إلا لعذر شرعي قاهر.
سنن طواف العمرة
يُسَنُّ للمعتمِر أن يقوم بعدد من الأعمال أثناء الطواف، أولها الرمل وهو إسراع الرجال فى المشي مع تقارب الخطوات في الأشواط الثلاثة الأولى. وثانيها الاضطباع وهو كشف الرجال للكتف الأيمن أثناء الطواف. وثالثها تقبيل الحجر الأسود عند بدء الطواف. ورابعها البسملة والتكبير عند بدء الشوط الأول من الطواف. وخامسها الدعاء أثناء الطواف. وسادسها استلام الركن اليماني باليد والحجر الأسود بالفم أثناء المرور بهما في الطواف. وسابعها صلاة ركعتين وشرب ماء زمزم عند الانتهاء من الطواف.
بقلم: محمد رياض
تعليقات