أعمال المعتمِر عند الدخول إلى مكة

عندما يُحرِم المعتمر من الميقات المناسب لبلده، يتفرغ لدخول مكة المكرمة وزيارة المسجد الحرام. فَلِمكَّة مكانة خاصة في قلوب المسلمين، ولزيارتها وقع خاص في نفوسهم. فعلى أرضها بدأت الرسالة المحمدية، وفيها تقام مناسك الحج والعمرة، وفي ترابها وضع أول بيت للناس مصداقا لقوله تعالى: [إن أول بيت وضع للناس للذي ببكة مباركا..]. لذلك حدد العلماء عددا من القواعد لدخول مكة، نوجزها فيما يلي.

1- الاغتسال

بعد الإحرام مباشرة، يغتسل المعتمر بنية دخول مكة المكرمة، ويُفضَّل أن يكون الاغتسال في "ذي طوى" أسفل مكة ضواحي مسجد عائشة رضي الله عنها في منطقة تسمى حاليا "الزاهر". فإذا تعذَّر الاغتسال في هذا المكان، يمكن للمعتمر أن يغتسل في مكان آخر. كما يستحب للمعتمر أن يبيت في "ذي طوى" قبل دخول مكة.

2- الدخول من الثنية العليا

بعد الإحرام والاغتسال، يمكن للمعتمر أن يدخل مكة المكرمة من الثنية العليا الملقبة بثنية كَداء. وعند العودة إلى بلده يُستحسن له الخروج من ثنية "كُدا" الواقعة أسفل مكة قرب جبل قعيقان. ويَنصح أهل العلمِ المعتمرَ بدخول مكة من الثنية العليا بغض النظر عن الطريق التي ينطلق منها، وذلك اقتداء بسنة النبي صلى الله عليه وسلم الذي صح عنه أنه دخل منها رغم أنها لم تكن في طريقه.

3- الابتعاد عن أذى الناس

يجب على المعتمر مراعاة كثرة الناس وازدحامِهم أثناء الدخول لمكة المكرمة، وعليه أن لا يستغل الوضع فيزاحم الناس ويتسابق معهم ويؤذيهم باليد واللسان، بل عليه أن يرحم الكبير قبل الصغير، ويتذكر حرمة البقعة التي يمشي عليها، فلا يؤذي هذا، ولا يسب ذاك، ولا يغضب ولا يسخط.

4- دخول الكعبة من باب السلام

يَنصح أهل العلم كل معتمر بدخول الكعبة من باب بني شيبة المسمى "باب السلام"، وعلى المعتمر أن يدخله بكل تواضع وخشوع مُقدِّما الرجل اليمنى على اليسرى، كما يُستحسن له أن يستعيذ بالله من الشيطان الرجيم، ويسأل الله أن يغمره برحمته وكرمه، ويغفر ذنوبه وخطاياه.

5- دعاء رؤية الكعبة

عندما يدخل المعتمر إلى المسجد الحرام أول مرة، وعندما تلوح له الكعبة المشرفة، يُنصح برفع يديه إلى السماء وترديد هذا الدعاء: (اللهم زد هذا البيت تشريفا وتعظيما وتكريما ومهابة، وزد من شرفه وعظمه ممن حجه واعتمره تشريفا وتكريما وتعظيما وبرا). فإذا دخل المسجد الحرام عليه أن لا ينشغل بأي شيء عدا الاستعداد لتقبيل الحجر الأسود والطواف.

بقلم: محمد رياض

مشاركة هذا المقال:

تعليقات