تعريف الراقي
الراقي هو كل شخص مسلم بالغ عاقل تتوفر فيه الشروط الشرعية للرقية الصحيحة، ومن ذلك، صحة العقيدة بأن يكون مسلما بالفعل والقول، وأن يكون على علاقة حسنة مع الناس ومع الله، وأن يكون قوي القلب لا يخشى أحدا سوى الله تعالى. ومن مميزاته أنه لا يتسرع في الحكم على حالة المريض، ولا يطلب منه شيئا من ملابسه أو أغراضه، ولا يسأل عن أهل المريض وأسمائهم، ولا يختلي بالنساء فلا يعالجهن إلا بحضور مَحْرَم. ومن علاماته أيضا انه يستعين بالله تعالى في علاجه، ولا يطلب من المريض أجرة أو هدية أو ما شابهها، وإن قُدِّمت له، أخذها دون النظر إليها ولا التشوق إليها.
تعريف المشعوذ
المشعوذ هو كل شخص يدعي تمتعه بكرامات عجيبة ومواهب خارقة أبرزها علم الغيب ماضيا كان حاضرا أو مستقبلا. وهو شخص مخادع يوهم من يلجؤون إليه بقدرته على حل المشاكل المادية والمعنوية، وفك السحر، وعلاج الأمراض النفسية والجسدية كيفما كانت ومهما استعصت. ويستخدم المشعوذ ادعاءاته الكاذبة وحركاته الخادعة في النصب على الناس وأخذ أموالهم بالباطل بهدف الاغتناء غير المشروع. ومن علاماته الواضحة الكذب والنفاق، حيث يوهم الناس بالورع والتقوى والصلاح وهو في حقيقة الأمر عكس ذلك، ومن علاماته أيضا، الجشع والطمع، وغموض الشخصية وعدم ثباتها، والتحدث بكلام غير مفهوم، والاستعانة في عمله بأشياء غريبة كعظام الحيوانات وجلودها، وملابس المريض وأغراضه.
أعمال الراقي
من أهم أعمال الراقي معالجته للناس بكلام الله وأسمائه الحسنى، والأدعية النبوية، والأذكار المأثورة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم. ومن أعماله كذلك، قراءة القرآن الكريم أثناء الرقية بشكل واضح وبألفاظ مفهومة وبصوت مسموع دون مزجه بأي نوع من الكلام كالتمتمة والهمس وما شابههما، وتشخيص الداء عن طريق السؤال والجواب دون تَسرُّع أو عجلة، و رُقْية المريض في مكان طاهر و مُضاء، والتبرؤ من من معرفة الجن والشياطين أو التعامل معهم، وقراءة القرآن الكريم ترتيلا كما أُنزل فلا يقلبه ولا يبدأ بآخر السورة إلى أولها، وعدم كتابة التمائم والأحجبة للمرضى وإن طلبوا ذلك، وعدم رقية المرضى بشكل جماعي وفي أماكن معزولة، ونصحه للمرضى بالتوكل على الله والحرص على طاعته سبحانه وتعالى.
أعمال المشعوذ
من أهم أعمال المشعوذ ادعاء علم الغيب، وسؤال المريض عن اسمه وأسماء أهله، وطلب شيء من أغراضهم كالشعر والأظافر ونحوهما، وطلب الذبائح بصفات معينة وذبحها دون ذكر اسم الله عليها، وقراءة القرآن الكريم بطريقة غريبة ومزجه بتعاويذ غير مفهومة، وإعطاء المرضى أحجبة وتمائم مزينة برموز وطلاسيم غامضة، وأَمْر المريض باعتزال الناس لمدة معينة في مكان معين، والتمتمة بكلام غير مسموع ولا مفهوم، وادعاء التحدث مع الجن والشياطين وطلب العون منهم، وإخبار المريض بأسماء من يفترض أنهم السبب في مرضه كالأقرباء والأصهار والأصدقاء، وطلب أجر مبالغ فيه وأخذه بطرق ملتوية، والتأكيد على المريض بضرورة العودة إليه عدة مرات.
الفرق بينهما
الفرق بين الراقي والمشعوذ هو أن الأول صادق يبغي علاج إخوانه المسلمين بكلام الله لوجهه تعالى، والثاني يدعي علاج الناس كذباً لأكل أموالهم بالباطل والاغتناء على حسابهم، ويختلف الراقي عن المشعوذ بعدد من العلامات من حيث الشكل والفعل والقول، فالراقي شخص مبشور تحيط به هالة من الاحترام والعفة والوقار، وهو شخص تقي و وَرِعٌ، يشهد له الناس بالاستقامة وحسن السلوك، وهو لا يدعي القدرة على شفاء الأمراض بل يعلم يقينا أن الشافي هو الله وحده دون سواه. أما المشعوذ فهو شخص مبغوض تحيط به هالة من السواد لسوء أفعاله وابتعاده عن طريق الله، وغالبا ما يكون منعزلا عن الناس، غريب الأطوار، وهو شخص يتاجر في مآسي الناس بالمكر والخداع والاحتيال.
بقلم: محمد الحياني
تعليقات