الإحرام للعمرة .. أحكامه، واجباته، ومحظوراته

عندما يعزم المسلم على أداء العمرة، وبعد أن يوفر لها كافة ظروفها ومتطلباتها، يكون لزاما عليه أن يأتي بعدد من الأمور والمسائل الشرعية تسمى مناسك العمرة. وأول هذه المناسك هو الإحرام من الميقات، فإذا تركه المعتمر لسبب من الأسباب بطلت عمرته ولم يُقبَل نُسكه، فالعمل لا يصِح إلا بوقوع النية، وبما أن الإحرام هو نية الدخول في النسك، فلا تصح العمرة إلا بدونه.

الإحرام من الميقات

يُعرِّف بعض اللغويين الإحرام بأنه الدخول في حرمة عهد أو ميثاق أو حِمَى شخص أو جهة ما، ويُعرِّفه البعض الآخر بأنه الامتناع الإرادي عن عدد من المباحات لأسباب ذاتية أو موضوعية. أما أهل الشرع فيُعرِّفونه على أنه النية بالدخول في نُسك الحج أو العمرة امتثالا لأوامر الله وتقربا منه سبحانه وتعالى، ويربطونه برقعة جغرافية معينة تسمى الميقات، وهي المكان الذي يجب على المعتمر أن لا يتجاوزه قبل دخول مكة إلا مُحرِماً، وقد حدد الشرع لأهل كل منطقة جغرافية ميقاتا يُحرِمون منه.

مواقيت الإحرام للعمرة

حسب إجماع أهل العلم يكون ميقات أهل المدينة المنورة هو ذو الحليفة ويسمى أيضا آبار علي، وميقات أهل الشام ومصر والسودان ودول المغرب العربي هو قرية الجحفة التي اندثرت وحلت محلها مدينة رابغ، وميقات أهل العراق هو ذات عِرق، وميقات أهل اليمن يسمى يلملم نسبةً لجبلٍ هناك. وميقات أهل نجد ودول الخليج العربي هو قرن المنازل، أما أهل مكة المكرمة فميقات إحرامهم للعمرة هو التنعيم أو مسجد السيدة عائشة رضي الله عنها.

واجبات الإحرام للعمرة

يتطلب الأداء الصحيح لإحرام العمرة عددا من الواجبات لَخَّصَها أهل العلم في ثلاثة أشياء هي النية، وارتداء ثياب الاحرام، والتلبية. فالنية هي العزم على الدخول في العمرة ومحلها القلب، ولا بأس من التلفظ بها. وثياب الإحرام هي رداء أو إزار أبيض ونظيف من غير المخيط أو المحيط بالنسبة للرجال، أما النساء فيمكنهن الإحرام بملابسهن العادية مع احترام قواعد العفة والحشمة. والتلبية هي التلفظ بعبارة (لبيك اللهم عمرة).

محظورات الإحرام للعمرة

بعد الدخول في الإحرام يُحظَر على المعتمر الإتيان بعدد من الأمور من بينها، قص الشعر، وتقليم الأظافر، والتطيب في البدن أو الثوب، وقتل الصيد البري، وقطع شجر الحرم المكي ونباته، وخطبة النساء للنفس أو للغير وعقد النكاح عليهن، والجماع والمعاشرة. كما يحظر على المعتمرين من الرجال تغطية الرأس بكوفية أو عمامة أو ما شابههما، أو ارتداء المخيط على الجسم كله أو بعضه كالثوب والقميص والسراويل وغيرها.

بقلم: محمد رياض

مشاركة هذا المقال:

تعليقات