سورة الصف

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَٰنِ الرَّحِيمِ

سَبَّحَ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ [١]

تفسير الأية 1: تفسير الجلالين

{ سبح لله ما في السماوات وما في الأرض } أي نزهه فاللام مزيدة وجيء بما دون من تغليبا للأكثر { وهو العزيز } في ملكه { الحكيم } في صنعه.

يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لَا تَفْعَلُونَ [٢]

تفسير الأية 2: تفسير الجلالين

{ يا أيها الذين آمنوا لم تقولون } في طلب الجهاد { ما لا تفعلون } إذ انهزمتم بأُحد.

كَبُرَ مَقْتًا عِنْدَ اللَّهِ أَنْ تَقُولُوا مَا لَا تَفْعَلُونَ [٣]

تفسير الأية 3: تفسير الجلالين

{ كبر } عظم { مقتا } تمييز { عند الله أن تقولوا } فاعل كبر { ما لا تفعلون } .

إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ صَفًّا كَأَنَّهُمْ بُنْيَانٌ مَرْصُوصٌ [٤]

تفسير الأية 4: تفسير الجلالين

{ إن الله يحب } ينصر ويكرم { الذين يقاتلون في سبيله صفا } حال، أي صافين { كأنهم بنيان مرصوص } ملزق بعضه إلى بعض ثابت.

وَإِذْ قَالَ مُوسَىٰ لِقَوْمِهِ يَا قَوْمِ لِمَ تُؤْذُونَنِي وَقَدْ تَعْلَمُونَ أَنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ فَلَمَّا زَاغُوا أَزَاغَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ [٥]

تفسير الأية 5: تفسير الجلالين

{ و } اذكر { إذ قال موسى لقومه يا قوم لم تؤذونني } قالوا: إنه آدر، أي منتفخ الخصية وليس كذلك، وكذبوه { وقد } للتحقيق { تعلمون أني رسول الله إليكم } الجملة حال، والرسول يحترم { فلما زاغوا } عدلوا عن الحق بإيذائه { أزاغ الله قلوبهم } أمالها عن الهدى على وفق ما قدره في الأزل { والله لا يهدي القوم...

وَإِذْ قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْرَاةِ وَمُبَشِّرًا بِرَسُولٍ يَأْتِي مِنْ بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ فَلَمَّا جَاءَهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ قَالُوا هَٰذَا سِحْرٌ مُبِينٌ [٦]

تفسير الأية 6: تفسير الجلالين

{ و } اذكر { إذ قال عيسى ابن مريم يا بني إسرائيل } لم يقل: يا قوم لأنه لم يكن له فيهم قرابة { إني رسول الله إليكم مصدقا لما بين يديَّ } قبلي { من التوراة ومبشرا برسول يأتي من بعدي اسمه أحمد } قال تعالى { فلما جاءهم } جاء أحمد الكفار { بالبينات } الآيات والعلامات { قالوا هذا } أي المجيء به { سحر }...

وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَىٰ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَهُوَ يُدْعَىٰ إِلَى الْإِسْلَامِ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ [٧]

تفسير الأية 7: تفسير الجلالين

{ ومن } أي لا أحد { أظلم } أشد ظلما { ممن افترى على الله الكذب} بنسبة الشريك والولد إليه ووصف آياته بالسحر { وهو يدعى إلى الإسلام والله لا يهدي القوم الظالمين } الكافرين.

يُرِيدُونَ لِيُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ [٨]

تفسير الأية 8: تفسير الجلالين

{ يريدون ليطفئوا } منصوب بأن مقدرة واللام مزيدة { نور الله } شرعه وبراهينه { بأفواههم } بأقوالهم إنه سحر وشعر وكهانة { والله متمٌّ } مظهر { نورهُ } وفي قراءة بالإضافة { ولو كره الكافرون } ذلك.

هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَىٰ وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ [٩]

تفسير الأية 9: تفسير الجلالين

{ هو الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره } يعليه { على الدين كله } جميع الأديان المخالفة له { ولو كره المشركون } ذلك.

يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَىٰ تِجَارَةٍ تُنْجِيكُمْ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ [١٠]

تفسير الأية 10: تفسير الجلالين

{يا أيها الذين آمنوا هل أدلكم على تجارة تنجيكم} بالتخفيف والتشديد {من عذاب أليم } مؤلم، فكأنهم قالوا نعم فقال:

تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ ذَٰلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ [١١]

تفسير الأية 11: تفسير الجلالين

{ تؤمنون } تدومون على الإيمان { بالله ورسوله وتجاهدون في سبيل الله بأموالكم وأنفسكم ذلكم خير لكم إن كنتم تعلمون } أنه خير لكم فافعلوه.

يَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَيُدْخِلْكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ ذَٰلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ [١٢]

تفسير الأية 12: تفسير الجلالين

{ يغفر } جواب شرط مقدر، أي إن تفعلوه يغفر { لكم ذنوبكم ويدخلكم جنات تجري من تحتها الأنهار ومساكن طيبة في جنات عدن } إقامة { ذلك الفوز العظيم } .

وَأُخْرَىٰ تُحِبُّونَهَا نَصْرٌ مِنَ اللَّهِ وَفَتْحٌ قَرِيبٌ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ [١٣]

تفسير الأية 13: تفسير الجلالين

{ و } يؤتكم { أُخرى تحبونها نصر من الله وفتح قريب وبشر المؤمنين } بالنصر والفتح.

يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا أَنْصَارَ اللَّهِ كَمَا قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ لِلْحَوَارِيِّينَ مَنْ أَنْصَارِي إِلَى اللَّهِ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ نَحْنُ أَنْصَارُ اللَّهِ فَآمَنَتْ طَائِفَةٌ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَكَفَرَتْ طَائِفَةٌ فَأَيَّدْنَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلَىٰ عَدُوِّهِمْ فَأَصْبَحُوا ظَاهِرِينَ [١٤]

تفسير الأية 14: تفسير الجلالين

{ يا أيها الذين آمنوا كونوا أنصارا لله } لدينه وفي قراءة بالإضافة { كما قال } الخ المعنى: كما كان الحواريون كذلك الدال عليه قال { عيسى ابن مريم للحواريين من أنصاري إلى الله } أي من الأنصار الذين يكونون معي متوجها إلى نصرة الله { قال الحواريون نحن أنصار الله } والحواريون أصفياء عيسى وهم أول من آمن...

00:00