سورة مريم

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَٰنِ الرَّحِيمِ

كهيعص [١]

تفسير الأية 1: تفسير الجلالين

{ كَهيعَص } الله أعلم بمراده بذلك .

ذِكْرُ رَحْمَتِ رَبِّكَ عَبْدَهُ زَكَرِيَّا [٢]

تفسير الأية 2: تفسير الجلالين

هذا { ذكر رحمة ربك عبده } مفعول رحمة { زكريا } بيان له .

إِذْ نَادَىٰ رَبَّهُ نِدَاءً خَفِيًّا [٣]

تفسير الأية 3: تفسير الجلالين

{ إذ } متعلق برحمة { نادى ربه نداءً } مشتملاً على دعاء { خفيا } سرا جوف الليل لأنه أسرع للإجابة .

قَالَ رَبِّ إِنِّي وَهَنَ الْعَظْمُ مِنِّي وَاشْتَعَلَ الرَّأْسُ شَيْبًا وَلَمْ أَكُنْ بِدُعَائِكَ رَبِّ شَقِيًّا [٤]

تفسير الأية 4: تفسير الجلالين

{ قال رب إني وهن } ضعف { العظم } جميعه { مني واشتعل الرأس } مني { شيبا } تمييز محوَّل عن الفاعل أي: انتشر الشيب في شعره كما ينتشر شعاع النار في الحطب وإني أريد أن أدعوك { ولم أكن بدعائك } أي: بدعائي إياك { ربّ شقيا } أي: خائبا فيما مضى فلا تخيبني فيما يأتي .

وَإِنِّي خِفْتُ الْمَوَالِيَ مِنْ وَرَائِي وَكَانَتِ امْرَأَتِي عَاقِرًا فَهَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ وَلِيًّا [٥]

تفسير الأية 5: تفسير الجلالين

{ وإني خفت الموالي } أي الذين يلوني في النسب كبني العم { من ورائي } أي بعد موتي على الدين أن يُضيعوه كما شاهدته في بني إسرائيل من تبديل الدين { وكانت امرأتي عاقرا } لا تلد { فهب لي من لدنك } من عندك { وليا } ابنا .

يَرِثُنِي وَيَرِثُ مِنْ آلِ يَعْقُوبَ وَاجْعَلْهُ رَبِّ رَضِيًّا [٦]

تفسير الأية 6: تفسير الجلالين

{ يَرثني } بالجزم جواب الأمر وبالرفع صفة وليا { ويرث } بالوجهين { من آل يعقوب } جدّي ، العلم والنبوة { واجعله رب رضيا } أي: مرضيا عندك . قال تعالى في إجابة طلبه الابن الحاصل به رحمته :

يَا زَكَرِيَّا إِنَّا نُبَشِّرُكَ بِغُلَامٍ اسْمُهُ يَحْيَىٰ لَمْ نَجْعَلْ لَهُ مِنْ قَبْلُ سَمِيًّا [٧]

تفسير الأية 7: تفسير الجلالين

{ يا زكريا إنا نبشرك بغلامِ } يَرثُ كما سألت { اسمه يحيى لم نجعل له من قبل سميا } أي: مسمى بيحيى .

قَالَ رَبِّ أَنَّىٰ يَكُونُ لِي غُلَامٌ وَكَانَتِ امْرَأَتِي عَاقِرًا وَقَدْ بَلَغْتُ مِنَ الْكِبَرِ عِتِيًّا [٨]

تفسير الأية 8: تفسير الجلالين

{ قال ربّ أنَّى } كيف { يكون لي غلام وكانت امرأتي عاقرا وقد بلغت من الكبر عتيا } من عتا: يبس، أي نهاية السن مائة وعشرين سنة وبلغت امرأته ثمانية وتسعين سنة وأصل عتى: عتو وكسرت التاء تخفيفا وقلبت الواو الأولى ياء لمناسبة الكسرة والثانية ياء لتدغم فيها الياء .

قَالَ كَذَٰلِكَ قَالَ رَبُّكَ هُوَ عَلَيَّ هَيِّنٌ وَقَدْ خَلَقْتُكَ مِنْ قَبْلُ وَلَمْ تَكُ شَيْئًا [٩]

تفسير الأية 9: تفسير الجلالين

{ قال } الأمر { كذلك } من خلق غلام منكما { قال ربك هو عليَّ هين } أي: بأن أرد عليك قوة الجماع وأفتق رحم امرأتك للعلوق { وقد خلقتك من قبل ولم تكُ شيئا } قبل خلقك ولإظهار الله هذه القدرة العظيمة ألهمه السؤال ليجاب بما يدل عليها ولما تاقت نفسه إلى سرعة المبشر به .

قَالَ رَبِّ اجْعَلْ لِي آيَةً قَالَ آيَتُكَ أَلَّا تُكَلِّمَ النَّاسَ ثَلَاثَ لَيَالٍ سَوِيًّا [١٠]

تفسير الأية 10: تفسير الجلالين

{ قال رب اجعل آية } أي علامة على حمل امرأتي { قال آيتك } عليه { ألا تكلم الناس } أي تمتنع من كلامهم بخلاف ذكر الله { ثلاث ليال } أي بأيامها كما في آل عمران ثلاثة أيام { سَويا } حال من فاعل تكلم أي بلا علة .

فَخَرَجَ عَلَىٰ قَوْمِهِ مِنَ الْمِحْرَابِ فَأَوْحَىٰ إِلَيْهِمْ أَنْ سَبِّحُوا بُكْرَةً وَعَشِيًّا [١١]

تفسير الأية 11: تفسير الجلالين

{ فخرج على قومه من المحراب } أي المسجد وكانوا ينتظرون فتحه ليصلوا فيه بأمره على العادة { فأوحى } أشار { إليهم أن سبحوا } صلوا { بُكرة وعشيا } أوائل النهار وأواخره على العادة فعلم بمنعه من كلامهم حملها بيحيى، وبعد ولادته بسنتين قال الله تعالى له :

يَا يَحْيَىٰ خُذِ الْكِتَابَ بِقُوَّةٍ وَآتَيْنَاهُ الْحُكْمَ صَبِيًّا [١٢]

تفسير الأية 12: تفسير الجلالين

{ يا يحيى خذ الكتاب } أي: التوراة { بقوة } بجد { وآتيناه الحكم } النبوة { صبيا } ابن ثلاث سنين .

وَحَنَانًا مِنْ لَدُنَّا وَزَكَاةً وَكَانَ تَقِيًّا [١٣]

تفسير الأية 13: تفسير الجلالين

{ وحنانا } رحمة للناس { من لدنا } من عندنا { وزكاة } صدقة عليهم { وكان تقيا } روي أنه لم يعمل خطيئة ولم يهم بها .

وَبَرًّا بِوَالِدَيْهِ وَلَمْ يَكُنْ جَبَّارًا عَصِيًّا [١٤]

تفسير الأية 14: تفسير الجلالين

{ وبرّا بوالديه } أي: محسنا إليهما { ولم يكن جبارا } متكبرا { عصيا } عاصيا لربه .

وَسَلَامٌ عَلَيْهِ يَوْمَ وُلِدَ وَيَوْمَ يَمُوتُ وَيَوْمَ يُبْعَثُ حَيًّا [١٥]

تفسير الأية 15: تفسير الجلالين

{ وسلامٌ } منا { عليه يوم وُلد ويوم يموت ويوم يُبعث حيا } أي: في هذه الأيام المخوفة التي يرى ما لم يره قبلها فهو آمن فيها .

وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ مَرْيَمَ إِذِ انْتَبَذَتْ مِنْ أَهْلِهَا مَكَانًا شَرْقِيًّا [١٦]

تفسير الأية 16: تفسير الجلالين

{ واذكر في الكتاب } القرآن { مريم } أي: خبرها { إذ } حين { انتبذت من أهلها مكانا شرقيا } أي: اعتزلت في مكان نحو الشرق من الدار .

فَاتَّخَذَتْ مِنْ دُونِهِمْ حِجَابًا فَأَرْسَلْنَا إِلَيْهَا رُوحَنَا فَتَمَثَّلَ لَهَا بَشَرًا سَوِيًّا [١٧]

تفسير الأية 17: تفسير الجلالين

{ فاتخذت من دونهم حجابا } أرسلت سترا تستتر به لتفلي رأسها أو ثيابها أو تغسل من حيضها { فأرسلنا إليها روحنا } جبريل { فتمثل لها } ب لبسها ثيابها { بشرا سويا } تام الخلق .

قَالَتْ إِنِّي أَعُوذُ بِالرَّحْمَٰنِ مِنْكَ إِنْ كُنْتَ تَقِيًّا [١٨]

تفسير الأية 18: تفسير الجلالين

{ قالت إني أعوذ بالرحمن منك إن كنت تقيا } فتنتهي عني بتعوذي .

قَالَ إِنَّمَا أَنَا رَسُولُ رَبِّكِ لِأَهَبَ لَكِ غُلَامًا زَكِيًّا [١٩]

تفسير الأية 19: تفسير الجلالين

{ قال إنما أنا رسول ربك ليهب لك غلاما زكيا } بالنبوة .

قَالَتْ أَنَّىٰ يَكُونُ لِي غُلَامٌ وَلَمْ يَمْسَسْنِي بَشَرٌ وَلَمْ أَكُ بَغِيًّا [٢٠]

تفسير الأية 20: تفسير الجلالين

{ قالت أنَّى يكون لي غلام ولم يمسسني بشر } يتزوج { ولم أك بغيّا } زانية .

قَالَ كَذَٰلِكِ قَالَ رَبُّكِ هُوَ عَلَيَّ هَيِّنٌ وَلِنَجْعَلَهُ آيَةً لِلنَّاسِ وَرَحْمَةً مِنَّا وَكَانَ أَمْرًا مَقْضِيًّا [٢١]

تفسير الأية 21: تفسير الجلالين

{ قال } الأمر { كذلك } من خلق غلام منك من غير أب { قال ربك هو عليَّ هينٌ } أي: بأن ينفخ بأمري جبريل فيك فتحملي به ولكون ما ذكر في معنى العلة عطف عليه { ولنجعله آيةً للناس } على قدرتنا { ورحمة منا } لمن آمن به { وكان } خلقه { أمرا مقضيا } به في علمي فنفخ جبريل في جيب درعها فأحست بالحمل في بطنها...

فَحَمَلَتْهُ فَانْتَبَذَتْ بِهِ مَكَانًا قَصِيًّا [٢٢]

تفسير الأية 22: تفسير الجلالين

{ فحملته فانتبذت } تنحَّت { به مكانا قصيا } بعيدا من أهلها .

فَأَجَاءَهَا الْمَخَاضُ إِلَىٰ جِذْعِ النَّخْلَةِ قَالَتْ يَا لَيْتَنِي مِتُّ قَبْلَ هَٰذَا وَكُنْتُ نَسْيًا مَنْسِيًّا [٢٣]

تفسير الأية 23: تفسير الجلالين

{ فأجاءَها } جاءَ بها { المخاض } وجع الولادة { إلى جذع النخلة } لتعتمد عليه فولدت والحمل والتصوير والولادة في ساعة { قالت يا } للتنبيه { ليتني متُّ قبل هذا } الأمر { وكنت نسيا منسيا } شيئا متروكا لا يعرف ولا يذكر .

فَنَادَاهَا مِنْ تَحْتِهَا أَلَّا تَحْزَنِي قَدْ جَعَلَ رَبُّكِ تَحْتَكِ سَرِيًّا [٢٤]

تفسير الأية 24: تفسير الجلالين

{ فناداها من تحتها } أي: جبريل وكان أسفل منها { ألا تحزني قد جعل ربك تحتك سريا } نهر ماء كان قد انقطع .

وَهُزِّي إِلَيْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ تُسَاقِطْ عَلَيْكِ رُطَبًا جَنِيًّا [٢٥]

تفسير الأية 25: تفسير الجلالين

{ وهزي إليك بجذع النخلة } كانت يابسة والباء زائدة { تساقط } أصله بتاءين قلبت الثانية سينا وأدغمت في السين، وفى قراءة تركها { عليك رطبا } تمييز { جنيا } صفته .

فَكُلِي وَاشْرَبِي وَقَرِّي عَيْنًا فَإِمَّا تَرَيِنَّ مِنَ الْبَشَرِ أَحَدًا فَقُولِي إِنِّي نَذَرْتُ لِلرَّحْمَٰنِ صَوْمًا فَلَنْ أُكَلِّمَ الْيَوْمَ إِنْسِيًّا [٢٦]

تفسير الأية 26: تفسير الجلالين

{ فكلي } من الرطب { واشربي } من السري { وقري عينا } بالولد تمييز محول من الفاعل أي: لتقر عينك به أي: تسكن فلا تطمح إلى غيره { فإما } فيه إدغام نون إن الشرطية في ما الزائدة { ترين } حذفت منه لام الفعل وعينه وألقيت حركتها على الراء وكسرت ياء الضمير لالتقاء الساكنين { من البشر أحدا } فيسألك عن ولدك...

فَأَتَتْ بِهِ قَوْمَهَا تَحْمِلُهُ قَالُوا يَا مَرْيَمُ لَقَدْ جِئْتِ شَيْئًا فَرِيًّا [٢٧]

تفسير الأية 27: تفسير الجلالين

{ فأتت به قومها تحمله } حال فرأوه { قالوا يا مريم لقد جئت شيئا فريا } عظيما حيث أتيت بولد من غير أب .

يَا أُخْتَ هَارُونَ مَا كَانَ أَبُوكِ امْرَأَ سَوْءٍ وَمَا كَانَتْ أُمُّكِ بَغِيًّا [٢٨]

تفسير الأية 28: تفسير الجلالين

{ يا أخت هارون } هو رجل صالح أي: يا شبيهته في العفة { ما كان أبوك أمرأ سوء } أي: زانيا { وما كانت أمك بغيا } زانية فمن أين لك هذا الولد .

فَأَشَارَتْ إِلَيْهِ قَالُوا كَيْفَ نُكَلِّمُ مَنْ كَانَ فِي الْمَهْدِ صَبِيًّا [٢٩]

تفسير الأية 29: تفسير الجلالين

{ فأشارت } لهم { إليه } أن كلموه { قالوا كيف نكلم من كان } أي وجد { في المهد صبيا .

قَالَ إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ آتَانِيَ الْكِتَابَ وَجَعَلَنِي نَبِيًّا [٣٠]

تفسير الأية 30: تفسير الجلالين

{ قال إني عبد الله آتاني الكتاب } أي: الإنجيل { وجعلني نبيا } .

وَجَعَلَنِي مُبَارَكًا أَيْنَ مَا كُنْتُ وَأَوْصَانِي بِالصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ مَا دُمْتُ حَيًّا [٣١]

تفسير الأية 31: تفسير الجلالين

{ وجعلني مباركا أينما كنت } أي: نفاعا للناس إخبار بما كتب له { وأوصاني بالصلاة والزكاة } أمرني بهما { ما دمت حيا } .

وَبَرًّا بِوَالِدَتِي وَلَمْ يَجْعَلْنِي جَبَّارًا شَقِيًّا [٣٢]

تفسير الأية 32: تفسير الجلالين

{ وبرا بوالدتي } منصوب بجعلني مقدرا { ولم يجعلني جبارا } متعاظما { شقيا } عاصيا لربه .

وَالسَّلَامُ عَلَيَّ يَوْمَ وُلِدْتُ وَيَوْمَ أَمُوتُ وَيَوْمَ أُبْعَثُ حَيًّا [٣٣]

تفسير الأية 33: تفسير الجلالين

{ والسلام } من الله { عليّ يوم ولدت ويوم أموت ويوم أبعث حيا } يقال فيه ما تقدم في السيد يحيى . قال تعالى :

ذَٰلِكَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ قَوْلَ الْحَقِّ الَّذِي فِيهِ يَمْتَرُونَ [٣٤]

تفسير الأية 34: تفسير الجلالين

{ ذلك عيسى ابن مريم قولُ الحق } بالرفع خبر مبتدأ مقدر أي: قول ابن مريم وبالنصب بتقدير قلت، والمعنى القول الحق { الذي فيه يمترون } من المرية أي: يشكون وهم النصارى: قالوا إن عيسى ابن الله، كذبوا .

مَا كَانَ لِلَّهِ أَنْ يَتَّخِذَ مِنْ وَلَدٍ سُبْحَانَهُ إِذَا قَضَىٰ أَمْرًا فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ [٣٥]

تفسير الأية 35: تفسير الجلالين

{ ما كان لله أن يتخذ من ولد سبحانه } تنزيها له عن ذلك { إذا قضى أمرا } أي: أراد أن يحدثه { فإنما يقول له كن في فيكونُ } بالرفع بتقدير هو، وبالنصب بتقدير أن ومن ذلك خلق عيسى من غير أب .

وَإِنَّ اللَّهَ رَبِّي وَرَبُّكُمْ فَاعْبُدُوهُ هَٰذَا صِرَاطٌ مُسْتَقِيمٌ [٣٦]

تفسير الأية 36: تفسير الجلالين

( وأن الله ربي وربكم فاعبدوه ) بفتح أن بتقدير اذكر ، وبكسرها بتقدير قل بدليل "" ما قلت لهم إلا ما أمرتني به أن اعبدوا الله ربي وربكم "" ( هذا ) المذكور ( صراط ) طريق ( مستقيم ) مؤد إلى الجنة .

فَاخْتَلَفَ الْأَحْزَابُ مِنْ بَيْنِهِمْ فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ مَشْهَدِ يَوْمٍ عَظِيمٍ [٣٧]

تفسير الأية 37: تفسير الجلالين

{ فاختلف الأحزاب من بينهم } أي النصارى في عيسى أهو ابن الله أو إله معه أو ثالث ثلاثة { فويل } فشدة عذاب { للذين كفروا } بما ذكر وغيره { من مشهد يوم عظيم } أي: حضور يوم القيامة وأهواله.

أَسْمِعْ بِهِمْ وَأَبْصِرْ يَوْمَ يَأْتُونَنَا لَٰكِنِ الظَّالِمُونَ الْيَوْمَ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ [٣٨]

تفسير الأية 38: تفسير الجلالين

{ أسمع بهم وأبصر } بهم صيغتا تعجب بمعنى ما أسمعهم وما أبصرهم { يوم يأتوننا } في الآخرة { لكن الظالمون } من إقامة الظاهر مقام المضمر { اليوم } أي: في الدنيا { في ضلال مبين } أي بين به صموا عن سماع الحق وعموا عن إبصاره أي: اعجب منهم يا مخاطب في سمعهم وإبصارهم في الآخرة بعد أن كانوا في الدنيا صما...

00:00