سورة الزخرف

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَٰنِ الرَّحِيمِ

حم [١]

تفسير الأية 1: تفسير الجلالين

{ حم } الله أعلم بمراده به .

وَالْكِتَابِ الْمُبِينِ [٢]

تفسير الأية 2: تفسير الجلالين

{ والكتاب } القرآن { المبين } المظهر طريق الهدى وما يحتاج إليه من الشريعة .

إِنَّا جَعَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ [٣]

تفسير الأية 3: تفسير الجلالين

{ إنا جعلناه } أوجدنا الكتاب { قرآنا عربيا } بلغة العرب { لعلكم } يا أهل مكة { تعقلون } تفهمون معانيه .

وَإِنَّهُ فِي أُمِّ الْكِتَابِ لَدَيْنَا لَعَلِيٌّ حَكِيمٌ [٤]

تفسير الأية 4: تفسير الجلالين

{ وإنه } مثبت { في أم الكتاب } أصل الكتب أي اللوح المحفوظ { لدينا } بدل : عندنا { لعلي } على الكتب قبله { حكيم } ذو حكمة بالغة .

أَفَنَضْرِبُ عَنْكُمُ الذِّكْرَ صَفْحًا أَنْ كُنْتُمْ قَوْمًا مُسْرِفِينَ [٥]

تفسير الأية 5: تفسير الجلالين

{ أفنضرب } نمسك { عنكم الذكر } القرآن { صفحاً } إمساكاً فلا تؤمرون ولا تنهون لأجل { أن كنتم قوماً مسرفين } مشركين لا .

وَكَمْ أَرْسَلْنَا مِنْ نَبِيٍّ فِي الْأَوَّلِينَ [٦]

تفسير الأية 6: تفسير الجلالين

{ وكم أرسلنا من نبي في الأولين } .

وَمَا يَأْتِيهِمْ مِنْ نَبِيٍّ إِلَّا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ [٧]

تفسير الأية 7: تفسير الجلالين

{ وما } كان { يأتيهم } أتاهم { من نبي إلا كانوا به يستهزئون } كاستهزاء قومك بك وهذا تسلية له صلى الله عليه وسلم .

فَأَهْلَكْنَا أَشَدَّ مِنْهُمْ بَطْشًا وَمَضَىٰ مَثَلُ الْأَوَّلِينَ [٨]

تفسير الأية 8: تفسير الجلالين

{ فأهلكنا أشد منهم } من قومك { بطشاً } قوة { ومضى } سبق في آيات { مثل الأولين } صفتهم في الإهلاك فعاقبة قومك كذلك .

وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ لَيَقُولُنَّ خَلَقَهُنَّ الْعَزِيزُ الْعَلِيمُ [٩]

تفسير الأية 9: تفسير الجلالين

{ ولئن } لام قسم { سألتهم من خلق السماوات والأرض ليقولنَّ } حذف منه نون الرفع لتوالي النونات وواو الضمير لالتقاء الساكنين { خلقهن العزيز العليم } آخر جوابهم أي الله ذو العزة والعلم، زاد تعالى :

الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ مَهْدًا وَجَعَلَ لَكُمْ فِيهَا سُبُلًا لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ [١٠]

تفسير الأية 10: تفسير الجلالين

{ الذي جعل لكم الأرض مهادا } فراشاً كالمهد للصبي { وجعل لكم فيها سبلا } طرقاً { لعلكم تهتدون } إلى مقاصدكم في أسفاركم .

وَالَّذِي نَزَّلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً بِقَدَرٍ فَأَنْشَرْنَا بِهِ بَلْدَةً مَيْتًا كَذَٰلِكَ تُخْرَجُونَ [١١]

تفسير الأية 11: تفسير الجلالين

{ والذي نزل من السماء ماءً بقدر } أي بقدر حاجتكم إليه ولم ينزله طوفاناً { فأنشرنا } أحيينا { به بلدة ميتا كذلك } أي مثل هذا الإحياء { تخرجون } من قبوركم أحياء .

وَالَّذِي خَلَقَ الْأَزْوَاجَ كُلَّهَا وَجَعَلَ لَكُمْ مِنَ الْفُلْكِ وَالْأَنْعَامِ مَا تَرْكَبُونَ [١٢]

تفسير الأية 12: تفسير الجلالين

{ والذي خلق الأزواج كلها وجعل لكم من الفلك } السفن { والأنعام } كالإبل { ما تركبون } حذف العائد اختصاراً، وهو مجرور في الأول، أي فيه منصوب في الثاني .

لِتَسْتَوُوا عَلَىٰ ظُهُورِهِ ثُمَّ تَذْكُرُوا نِعْمَةَ رَبِّكُمْ إِذَا اسْتَوَيْتُمْ عَلَيْهِ وَتَقُولُوا سُبْحَانَ الَّذِي سَخَّرَ لَنَا هَٰذَا وَمَا كُنَّا لَهُ مُقْرِنِينَ [١٣]

تفسير الأية 13: تفسير الجلالين

{ لتستووا } لتستقروا { على ظهوره } ذكر الضمير وجمع الظهر نظراً للفظ ما ومعناها { ثم تذكروا نعمة ربكم إذا استويتم عليه وتقولوا سبحان الذي سخر لنا هذا وما كنا له مقرنين } مطيقين .

وَإِنَّا إِلَىٰ رَبِّنَا لَمُنْقَلِبُونَ [١٤]

تفسير الأية 14: تفسير الجلالين

{ وإنا إلى ربنا لمنقلبون } لمنصرفون .

وَجَعَلُوا لَهُ مِنْ عِبَادِهِ جُزْءًا إِنَّ الْإِنْسَانَ لَكَفُورٌ مُبِينٌ [١٥]

تفسير الأية 15: تفسير الجلالين

{ وجعلوا له من عباده جزءاً } حيث قالوا والملائكة بنات الله لأن الولد جزء من الوالد والملائكة من عباده تعالى { إن الإنسان } القائل ما تقدم { لكفور مبين } بين ظاهر الكفر .

أَمِ اتَّخَذَ مِمَّا يَخْلُقُ بَنَاتٍ وَأَصْفَاكُمْ بِالْبَنِينَ [١٦]

تفسير الأية 16: تفسير الجلالين

{ أم } بمعنى همزة الإنكار والقول مقدر، أي أتقولون { اتخذ مما يخلق بنات } لنفسه { وأصفاكم } أخلصكم { بالبنين } اللازم من قولكم السابق فهو من جملة المنكر .

وَإِذَا بُشِّرَ أَحَدُهُمْ بِمَا ضَرَبَ لِلرَّحْمَٰنِ مَثَلًا ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدًّا وَهُوَ كَظِيمٌ [١٧]

تفسير الأية 17: تفسير الجلالين

{ وإذا بشر أحدهم بما ضرب للرحمن مثلا } جعل له شبهاً بنسبة البنات إليه لأن الولد يشبه الوالد، المعنى إذا أخبر أحدهم بالبنت تولد له { ظل } صار { وجهه مسودا } متغيراً تغير مغتم { وهو كظيم } ممتلئ غما فكيف ينسب البنات إليه ؟ تعالى عن ذلك .

أَوَمَنْ يُنَشَّأُ فِي الْحِلْيَةِ وَهُوَ فِي الْخِصَامِ غَيْرُ مُبِينٍ [١٨]

تفسير الأية 18: تفسير الجلالين

{ أو } همزة الإنكار وواو العطف بجملة، أي يجعلون لله { من يُنشأ في الحلية } الزينة { وهو في الخصام غير مبين } مظهر الحجة لضعفه عنها بالأنوثة .

وَجَعَلُوا الْمَلَائِكَةَ الَّذِينَ هُمْ عِبَادُ الرَّحْمَٰنِ إِنَاثًا أَشَهِدُوا خَلْقَهُمْ سَتُكْتَبُ شَهَادَتُهُمْ وَيُسْأَلُونَ [١٩]

تفسير الأية 19: تفسير الجلالين

{ وجعلوا الملائكة الذين هم عباد الرحمن إناثا أشهدوا } حضروا { خلقهم ستكتب شهادتهم } بأنهم إناث { ويسألون } عنها في الآخرة فيترتب عليهم العقاب .

وَقَالُوا لَوْ شَاءَ الرَّحْمَٰنُ مَا عَبَدْنَاهُمْ مَا لَهُمْ بِذَٰلِكَ مِنْ عِلْمٍ إِنْ هُمْ إِلَّا يَخْرُصُونَ [٢٠]

تفسير الأية 20: تفسير الجلالين

{ وقالوا لو شاء الرحمن ما عبدناهم } أي الملائكة فعبادتنا إياهم بمشيئته فهو راض بها قال تعالى: { ما لهم بذلك } المقول من الرضا بعبادتها { من علم إن } ما { هم إلا يخرصون } يكذبون فيه فيترتب عليهم العقاب به .

أَمْ آتَيْنَاهُمْ كِتَابًا مِنْ قَبْلِهِ فَهُمْ بِهِ مُسْتَمْسِكُونَ [٢١]

تفسير الأية 21: تفسير الجلالين

{ أم آتيناهم كتاباً من قبله } أي القرآن بعبادة غير الله { فهم مستمسكون } أي لم يقع ذلك .

بَلْ قَالُوا إِنَّا وَجَدْنَا آبَاءَنَا عَلَىٰ أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلَىٰ آثَارِهِمْ مُهْتَدُونَ [٢٢]

تفسير الأية 22: تفسير الجلالين

{ بل قالوا إنا وجدنا آباءنا على أمة } ملة { وإنا } { على آثارهم مهتدون } بهم وكانوا يعبدون غير الله .

وَكَذَٰلِكَ مَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ فِي قَرْيَةٍ مِنْ نَذِيرٍ إِلَّا قَالَ مُتْرَفُوهَا إِنَّا وَجَدْنَا آبَاءَنَا عَلَىٰ أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلَىٰ آثَارِهِمْ مُقْتَدُونَ [٢٣]

تفسير الأية 23: تفسير الجلالين

{ وكذلك ما أرسلنا من قبلك في قرية من نذير إلا قال مترفوها } منعموها مثل قول قومك { إنا وجدنا آباءنا على أمة } ملة { وإنا على آثارهم مقتدون } متبعون .

قَالَ أَوَلَوْ جِئْتُكُمْ بِأَهْدَىٰ مِمَّا وَجَدْتُمْ عَلَيْهِ آبَاءَكُمْ قَالُوا إِنَّا بِمَا أُرْسِلْتُمْ بِهِ كَافِرُونَ [٢٤]

تفسير الأية 24: تفسير الجلالين

{ قل } لهم { أ } تتبعون ذلك { ولو جئتكم بأهدى مما وجدتم عليه آباءكم قالوا إنا بما أرسلتم به } أنت ومن قبلك { كافرون } قال تعالى تخويفاً لهم :

فَانْتَقَمْنَا مِنْهُمْ فَانْظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ [٢٥]

تفسير الأية 25: تفسير الجلالين

{ فانتقمنا منهم } أي من المكذبين للرسل قبلك { فانظر كيف كان عاقبة المكذبين } .

وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ لِأَبِيهِ وَقَوْمِهِ إِنَّنِي بَرَاءٌ مِمَّا تَعْبُدُونَ [٢٦]

تفسير الأية 26: تفسير الجلالين

{ و } اذكر { قال إبراهيم لأبيه وقومه إنني بَرَاء } أي بريء { مما تعبدون } .

إِلَّا الَّذِي فَطَرَنِي فَإِنَّهُ سَيَهْدِينِ [٢٧]

تفسير الأية 27: تفسير الجلالين

{ إلا الذي فطرني } خلقني { فإنه سيهدين } يرشدني لدينه .

وَجَعَلَهَا كَلِمَةً بَاقِيَةً فِي عَقِبِهِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ [٢٨]

تفسير الأية 28: تفسير الجلالين

( وجعلها ) أي كلمة التوحيد المفهومة من قوله "" إني ذاهب إلى ربي سيهدين "" ( كلمة باقية في عقبه ) ذريته فلا يزال فيهم من يوحد الله ( لعلهم ) أي أهل مكة ( يرجعون ) عما هم عليه إلى دين إبراهيم أبيهم .

بَلْ مَتَّعْتُ هَٰؤُلَاءِ وَآبَاءَهُمْ حَتَّىٰ جَاءَهُمُ الْحَقُّ وَرَسُولٌ مُبِينٌ [٢٩]

تفسير الأية 29: تفسير الجلالين

{ بل متعت هؤلاء} المشركين { وآباءهم } ولم أعاجلهم بالعقوبة { حتى جاءهم الحق } القرآن { ورسول مبين } مظهر لهم الأحكام الشرعية، وهو محمد صلى الله عليه وسلم .

وَلَمَّا جَاءَهُمُ الْحَقُّ قَالُوا هَٰذَا سِحْرٌ وَإِنَّا بِهِ كَافِرُونَ [٣٠]

تفسير الأية 30: تفسير الجلالين

{ ولما جاءهم الحق } القرآن { قالوا هذا سحر وإنا به كافرون } .

وَقَالُوا لَوْلَا نُزِّلَ هَٰذَا الْقُرْآنُ عَلَىٰ رَجُلٍ مِنَ الْقَرْيَتَيْنِ عَظِيمٍ [٣١]

تفسير الأية 31: تفسير الجلالين

{ وقالوا لولا } هلا { نزل هذا القرآن على رجل من } أهل { القريتين } من أية منهما { عظيم } أي الوليد بن المغيرة بمكة أو عروة بن مسعود الثقفي بالطائف .

أَهُمْ يَقْسِمُونَ رَحْمَتَ رَبِّكَ نَحْنُ قَسَمْنَا بَيْنَهُمْ مَعِيشَتَهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَرَفَعْنَا بَعْضَهُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ لِيَتَّخِذَ بَعْضُهُمْ بَعْضًا سُخْرِيًّا وَرَحْمَتُ رَبِّكَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ [٣٢]

تفسير الأية 32: تفسير الجلالين

{ أهم يقسمون رحمة ربك } النبوة { نحن قسمنا بينهم معيشتهم في الحياة الدنيا } فجعلنا بعضهم غنيا وبعضهم فقيراً { ورفعنا بعضهم } بالغنى { فوق بعض درجات ليتخذ بعضهم } الغني { بعضاً } الفقير { سخريا } مسخراً في العمل له بالأجرة، والياء للنسب، وقرئ بكسر السين { ورحمة ربك } أي الجنة { خير مما يجمعون } في...

وَلَوْلَا أَنْ يَكُونَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً لَجَعَلْنَا لِمَنْ يَكْفُرُ بِالرَّحْمَٰنِ لِبُيُوتِهِمْ سُقُفًا مِنْ فِضَّةٍ وَمَعَارِجَ عَلَيْهَا يَظْهَرُونَ [٣٣]

تفسير الأية 33: تفسير الجلالين

{ ولولا أن يكون الناس أمة واحدة } على الكفر { لجعلنا لمن يكفر بالرحمن لبيوتهم } بدل من لمن { سَقْفاً } بفتح السين وسكون القاف وبضمهما جمعاً { من فضة ومعارج } كالدرج من فضة { عليها يظهرون } يعلون إلى السطح .

00:00