سورة الشعراء

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَٰنِ الرَّحِيمِ

طسم [١]

تفسير الأية 1: تفسير الجلالين

{ طسَمَ } الله أعلم بمراده بذلك .

تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ الْمُبِينِ [٢]

تفسير الأية 2: تفسير الجلالين

{ تلك } أي هذه الآيات { آيات الكتاب } القرآن والإضافة بمعنى من { المبين } المظهر الحق من الباطل .

لَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَفْسَكَ أَلَّا يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ [٣]

تفسير الأية 3: تفسير الجلالين

{ لعلك } يا محمد { باخعٌ نفسك } قاتلها غما من أجل { ألا يكونوا } أي أهل مكة { مؤمنين } ولعل هنا للإشفاق أي أشفق عليها بتخفيف هذا الغم .

إِنْ نَشَأْ نُنَزِّلْ عَلَيْهِمْ مِنَ السَّمَاءِ آيَةً فَظَلَّتْ أَعْنَاقُهُمْ لَهَا خَاضِعِينَ [٤]

تفسير الأية 4: تفسير الجلالين

{إن نشأ ننزل عليهم من السماء آية فظلّت} بمعنى المضارع: أي تظل، أي تدوم {أعناقهم لها خاضعين} فيؤمنون، ولما وصفت الأعناق بالخضوع الذي هو لأربابها جمعت الصفة جمع العقلاء .

وَمَا يَأْتِيهِمْ مِنْ ذِكْرٍ مِنَ الرَّحْمَٰنِ مُحْدَثٍ إِلَّا كَانُوا عَنْهُ مُعْرِضِينَ [٥]

تفسير الأية 5: تفسير الجلالين

{ وما يأتيهم من ذكر } قرآن { من الرحمن مُحدّث } صفة كاشفة { إلا كانوا عنه معرضين } .

فَقَدْ كَذَّبُوا فَسَيَأْتِيهِمْ أَنْبَاءُ مَا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ [٦]

تفسير الأية 6: تفسير الجلالين

{ فقد كذبوا } به { فسيأتيهم أنباء } عواقب { ما كانوا به يستهزءُون } .

أَوَلَمْ يَرَوْا إِلَى الْأَرْضِ كَمْ أَنْبَتْنَا فِيهَا مِنْ كُلِّ زَوْجٍ كَرِيمٍ [٧]

تفسير الأية 7: تفسير الجلالين

{ أوَلم يروا } ينظروا { إلى الأرض كم أنبتنا فيها } أي كثيرا { من كل زوجِ كريم } نوع حسن.

إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَةً وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُمْ مُؤْمِنِينَ [٨]

تفسير الأية 8: تفسير الجلالين

{ إن في ذلك لآية } دلالة على كمال قدرته تعالى { وما كان أكثرهم مؤمنين } في علم الله، وكان قال سيبويه: زائدة .

وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ [٩]

تفسير الأية 9: تفسير الجلالين

{ وإن ربك لهو العزيز } ذو العزة ينتقم من الكافرين { الرحيم } يرحم المؤمنين .

وَإِذْ نَادَىٰ رَبُّكَ مُوسَىٰ أَنِ ائْتِ الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ [١٠]

تفسير الأية 10: تفسير الجلالين

{ و } اذكر يا محمد لقومك { إذ نادى ربك موسى } ليلة رأى النار والشجرة { أن } أي: بأن { ائت القوم الظالمين } رسولا .

قَوْمَ فِرْعَوْنَ أَلَا يَتَّقُونَ [١١]

تفسير الأية 11: تفسير الجلالين

{ قوم فرعون } معه ظلموا أنفسهم بالكفر بالله وبني إسرائيل باستعبادهم { ألا } الهمزة للاستفهام الإنكارى { يتقون } الله بطاعته فيوحدونه .

قَالَ رَبِّ إِنِّي أَخَافُ أَنْ يُكَذِّبُونِ [١٢]

تفسير الأية 12: تفسير الجلالين

{ قال } موسى { ربِ إني أخاف أن يكذّبون } .

وَيَضِيقُ صَدْرِي وَلَا يَنْطَلِقُ لِسَانِي فَأَرْسِلْ إِلَىٰ هَارُونَ [١٣]

تفسير الأية 13: تفسير الجلالين

{ ويضيق صدري } من تكذيبهم لي { ولا ينطلق لساني } بأداء الرسالة للعقدة التي فيه { فأرسل إلى } أخي { هارون } معي .

وَلَهُمْ عَلَيَّ ذَنْبٌ فَأَخَافُ أَنْ يَقْتُلُونِ [١٤]

تفسير الأية 14: تفسير الجلالين

{ ولهم عليَّ ذنبٌ } بقتل القبطي منهم { فأخاف أن يقتلون } به .

قَالَ كَلَّا فَاذْهَبَا بِآيَاتِنَا إِنَّا مَعَكُمْ مُسْتَمِعُونَ [١٥]

تفسير الأية 15: تفسير الجلالين

{ قال } تعالى: { كلا } لا يقتلونك { فاذهبا } أي أنت وأخوك، ففيه تغليب الحاضر على الغائب { بآياتنا إنا معكم مستمعون } ما تقولون وما يقال لكم، أجريا مجرى الجماعة .

فَأْتِيَا فِرْعَوْنَ فَقُولَا إِنَّا رَسُولُ رَبِّ الْعَالَمِينَ [١٦]

تفسير الأية 16: تفسير الجلالين

{ فأتِيَا فرعون فقولا إنا } كلاً منا { رسول رب العالمين } إليك .

أَنْ أَرْسِلْ مَعَنَا بَنِي إِسْرَائِيلَ [١٧]

تفسير الأية 17: تفسير الجلالين

{ أن } أي: بأن { أرسل معنا } إلى الشام { بني إسرائيل } فأتياه فقالا له ما ذكر .

قَالَ أَلَمْ نُرَبِّكَ فِينَا وَلِيدًا وَلَبِثْتَ فِينَا مِنْ عُمُرِكَ سِنِينَ [١٨]

تفسير الأية 18: تفسير الجلالين

{ قال } فرعون لموسى { ألم نربِّك فينا } في منازلنا { وليدا } صغيرا قريبا من الولادة بعد فطامه { ولبثت فينا من عمرك سنين } ثلاثين سنة يلبس من ملابس فرعون ويركب من مراكبه وكان يسمى ابنه .

وَفَعَلْتَ فَعْلَتَكَ الَّتِي فَعَلْتَ وَأَنْتَ مِنَ الْكَافِرِينَ [١٩]

تفسير الأية 19: تفسير الجلالين

{ وفعلت فعلتك التي فعلت } هي قتله القبطي { وأنت من الكافرين } الجاحدين لنعمتي عليك بالتربية وعدم الاستعباد .

قَالَ فَعَلْتُهَا إِذًا وَأَنَا مِنَ الضَّالِّينَ [٢٠]

تفسير الأية 20: تفسير الجلالين

{ قال } موسى { فعلتها إذاً } أي حينئذ { وأنا من الضالين } عما آتاني الله بعدها من العلم والرسالة .

فَفَرَرْتُ مِنْكُمْ لَمَّا خِفْتُكُمْ فَوَهَبَ لِي رَبِّي حُكْمًا وَجَعَلَنِي مِنَ الْمُرْسَلِينَ [٢١]

تفسير الأية 21: تفسير الجلالين

{ ففررتُ منكم لما خفتكم فوهب لي ربي حكما } علما { وجعلني من المرسلين } .

وَتِلْكَ نِعْمَةٌ تَمُنُّهَا عَلَيَّ أَنْ عَبَّدْتَ بَنِي إِسْرَائِيلَ [٢٢]

تفسير الأية 22: تفسير الجلالين

{ وتلك نعمةٌ تمنُّها عليَّ } أصله تمن بها عليَّ { أن عبدت بني إسرائيل } بيان لتلك: أي اتخذتهم عبيدا ولم تستعبدني لا نعمة لك بذلك لظلمك باستعبادهم وقدر بعضهم أول الكلام همزة استفهام للإنكار .

قَالَ فِرْعَوْنُ وَمَا رَبُّ الْعَالَمِينَ [٢٣]

تفسير الأية 23: تفسير الجلالين

{ قال فرعون } لموسى { وما رب العالمين } الذي قلت إنك رسوله أي: أي شيء هو ولما لم يكن سبيل للخلق إلى معرفة حقيقته تعالى وإنما يعرفونه بصفاته أجابه موسى عليه الصلاة والسلام ببعضها .

قَالَ رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا إِنْ كُنْتُمْ مُوقِنِينَ [٢٤]

تفسير الأية 24: تفسير الجلالين

{ قال ربُّ السماوات والأرض وما بينهما } أي خالق ذلك { إن كنتم موقنين } بأنه تعالى خالقه فآمنوا به وحده .

قَالَ لِمَنْ حَوْلَهُ أَلَا تَسْتَمِعُونَ [٢٥]

تفسير الأية 25: تفسير الجلالين

{ قال } فرعون { لمن حوله } من أشراف قومه { ألا تستمعون } جوابه الذي لم يطابق السؤال .

قَالَ رَبُّكُمْ وَرَبُّ آبَائِكُمُ الْأَوَّلِينَ [٢٦]

تفسير الأية 26: تفسير الجلالين

{ قال } موسى { ربكم ورب آبائكم الأولين } وهذا وإن كان داخلا فيما قبله يغيظ فرعون ولذلك .

قَالَ إِنَّ رَسُولَكُمُ الَّذِي أُرْسِلَ إِلَيْكُمْ لَمَجْنُونٌ [٢٧]

تفسير الأية 27: تفسير الجلالين

{ قال إنَّ رسولكم الذي أرسل إليكم لمجنون } .

قَالَ رَبُّ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَمَا بَيْنَهُمَا إِنْ كُنْتُمْ تَعْقِلُونَ [٢٨]

تفسير الأية 28: تفسير الجلالين

{ قال } موسى { ربُّ المشرق والمغرب وما بينهما إن كنتم تعقلون } إنه كذلك فآمنوا به وحده .

قَالَ لَئِنِ اتَّخَذْتَ إِلَٰهًا غَيْرِي لَأَجْعَلَنَّكَ مِنَ الْمَسْجُونِينَ [٢٩]

تفسير الأية 29: تفسير الجلالين

{ قال } فرعون لموسى { لئن اتخذت إلها غيري لأجعلنَّك من المسجونين } كان سجنه شديدا يحبس الشخص في مكان تحت الأرض وحده لا يبصر ولا يسمع فيه أحدا .

قَالَ أَوَلَوْ جِئْتُكَ بِشَيْءٍ مُبِينٍ [٣٠]

تفسير الأية 30: تفسير الجلالين

{ قال } له موسى { أوَلوْ } أي: أتفعل ذلك ولو { جئتك بشيءٍ مبينِ } برهان بيِّن على رسالتي .

قَالَ فَأْتِ بِهِ إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ [٣١]

تفسير الأية 31: تفسير الجلالين

{ قال } فرعون له { فأتِ به إن كنت من الصادقين } فيه .

فَأَلْقَىٰ عَصَاهُ فَإِذَا هِيَ ثُعْبَانٌ مُبِينٌ [٣٢]

تفسير الأية 32: تفسير الجلالين

{ فألقى عصاه فإذا هي ثعبانٌ مبينٌ } حية عظيمة .

وَنَزَعَ يَدَهُ فَإِذَا هِيَ بَيْضَاءُ لِلنَّاظِرِينَ [٣٣]

تفسير الأية 33: تفسير الجلالين

{ ونزع يده } أخرجها من جيبه { فإذا هي بيضاء } ذات شعاع { للناظرين } خلاف ما كانت عليه من الأدمة .

قَالَ لِلْمَلَإِ حَوْلَهُ إِنَّ هَٰذَا لَسَاحِرٌ عَلِيمٌ [٣٤]

تفسير الأية 34: تفسير الجلالين

{ قال } فرعون { للملإ حوله إنَّ هذا لساحر عليم } فائق في علم السحر .

يُرِيدُ أَنْ يُخْرِجَكُمْ مِنْ أَرْضِكُمْ بِسِحْرِهِ فَمَاذَا تَأْمُرُونَ [٣٥]

تفسير الأية 35: تفسير الجلالين

{ يريد أن يخرجكم من أرضكم بسحره فماذا تأمرون } .

قَالُوا أَرْجِهْ وَأَخَاهُ وَابْعَثْ فِي الْمَدَائِنِ حَاشِرِينَ [٣٦]

تفسير الأية 36: تفسير الجلالين

{ قالوا أرجه وأخاه } أخّر أمرهما { وابعث في المدائن حاشرين } جامعين .

يَأْتُوكَ بِكُلِّ سَحَّارٍ عَلِيمٍ [٣٧]

تفسير الأية 37: تفسير الجلالين

{ يأتوك بكل سَحَّار عليم } يفضل موسى في علم السحر .

فَجُمِعَ السَّحَرَةُ لِمِيقَاتِ يَوْمٍ مَعْلُومٍ [٣٨]

تفسير الأية 38: تفسير الجلالين

{ فجمع السحرة لميقات يوم معلوم } وهو وقت الضحى من يوم الزينة .

وَقِيلَ لِلنَّاسِ هَلْ أَنْتُمْ مُجْتَمِعُونَ [٣٩]

تفسير الأية 39: تفسير الجلالين

{ وقيل للناس هل أنتم مجتمعون } .

لَعَلَّنَا نَتَّبِعُ السَّحَرَةَ إِنْ كَانُوا هُمُ الْغَالِبِينَ [٤٠]

تفسير الأية 40: تفسير الجلالين

{ لعلنا نتبع السحرة إن كانوا هم الغالبين } الاستفهام للحث على الاجتماع والترجي على تقدير غلبتهم ليستمروا على دينهم فلا يتبعوا موسى .

فَلَمَّا جَاءَ السَّحَرَةُ قَالُوا لِفِرْعَوْنَ أَئِنَّ لَنَا لَأَجْرًا إِنْ كُنَّا نَحْنُ الْغَالِبِينَ [٤١]

تفسير الأية 41: تفسير الجلالين

{ فلما جاء السحرة قالوا لفرعون أئن } بتحقيق الهمزتين وتسهيل الثانية وإدخال ألف بينهما على الوجيهين { لنا لأجرا إن كنا نحن الغالبين } .

قَالَ نَعَمْ وَإِنَّكُمْ إِذًا لَمِنَ الْمُقَرَّبِينَ [٤٢]

تفسير الأية 42: تفسير الجلالين

{ قال نعم وإنكم إذاً } أي حينئذ { لمن المقربين } .

قَالَ لَهُمْ مُوسَىٰ أَلْقُوا مَا أَنْتُمْ مُلْقُونَ [٤٣]

تفسير الأية 43: تفسير الجلالين

{ قال لهم موسى } بعد ما قالوا له (إما أن تُلقي وإما أن نكون نحن الملقين) { ألقوا ما أنتم ملقون } فالأمر فيه للإذن بتقديم إلقائهم توسلا به إلى إظهار الحق .

فَأَلْقَوْا حِبَالَهُمْ وَعِصِيَّهُمْ وَقَالُوا بِعِزَّةِ فِرْعَوْنَ إِنَّا لَنَحْنُ الْغَالِبُونَ [٤٤]

تفسير الأية 44: تفسير الجلالين

{ فألقوْا حبالهم وعصيهم وقالوا بعزة فرعون إنا لنحن الغالبون } .

فَأَلْقَىٰ مُوسَىٰ عَصَاهُ فَإِذَا هِيَ تَلْقَفُ مَا يَأْفِكُونَ [٤٥]

تفسير الأية 45: تفسير الجلالين

{ فألقى موسى عصاه فإذا هي تلقف } بحذف إحدى التاءين من الأصل تبتلع {ما يأفكون} يقلبونه بتمويههم فيخيلون حبالهم وعصيهم أنها حيات تسعى .

فَأُلْقِيَ السَّحَرَةُ سَاجِدِينَ [٤٦]

تفسير الأية 46: تفسير الجلالين

{ فألقيَ السحرة ساجدين } .

قَالُوا آمَنَّا بِرَبِّ الْعَالَمِينَ [٤٧]

تفسير الأية 47: تفسير الجلالين

{ قالوا آمنا برب العالمين } .

رَبِّ مُوسَىٰ وَهَارُونَ [٤٨]

تفسير الأية 48: تفسير الجلالين

{ رب موسى وهارون } لعلمهم بأن ما شاهدوه من العصا لا يتأتى بالسحر .

قَالَ آمَنْتُمْ لَهُ قَبْلَ أَنْ آذَنَ لَكُمْ إِنَّهُ لَكَبِيرُكُمُ الَّذِي عَلَّمَكُمُ السِّحْرَ فَلَسَوْفَ تَعْلَمُونَ لَأُقَطِّعَنَّ أَيْدِيَكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ مِنْ خِلَافٍ وَلَأُصَلِّبَنَّكُمْ أَجْمَعِينَ [٤٩]

تفسير الأية 49: تفسير الجلالين

{قال} فرعون {أآمنتم} بتحقيق الهمزتين وإبدال الثانية ألفا {له} لموسى {قبل أن آذن} أنا { لكم إنه لكبيركم الذي علمكم السحر } فعلَّمك شيئا منه وغلبكم بآخر { فلسوف تعلمون } ما ينالكم مني { لأقطعنَّ أيديكم وأرجلكم من خلاف } أي يد كل واحد اليمنى ورجله اليسرى { ولأصلبنكم أجمعين } .

قَالُوا لَا ضَيْرَ إِنَّا إِلَىٰ رَبِّنَا مُنْقَلِبُونَ [٥٠]

تفسير الأية 50: تفسير الجلالين

{ قالوا لا ضَيْرَ } لا ضرر علينا في ذلك { إنا إلى ربنا } بعد موتنا بأي وجه كان { منقلبون } راجعون في الآخرة .

إِنَّا نَطْمَعُ أَنْ يَغْفِرَ لَنَا رَبُّنَا خَطَايَانَا أَنْ كُنَّا أَوَّلَ الْمُؤْمِنِينَ [٥١]

تفسير الأية 51: تفسير الجلالين

{ إنا نطمع } نرجوا { أن يغفر لنا ربنا خطايانا أن } أي بأن { كنَّا أول المؤمنين } في زماننا .

وَأَوْحَيْنَا إِلَىٰ مُوسَىٰ أَنْ أَسْرِ بِعِبَادِي إِنَّكُمْ مُتَّبَعُونَ [٥٢]

تفسير الأية 52: تفسير الجلالين

{ وأوحينا إلى موسى } بعد سنين أقامها بينهم يدعوهم بآيات الله إلى الحق فلم يزيدوا إلا عتوا { أن أسر بعبادي } بني إسرائيل وفي قراءة بكسر النون ووصل همزة أسر من سرى لغة في أسرى أي سر بهم ليلا إلى البحر { إنكم مُتَّبعون } يتبعكم فرعون وجنوده فيلجون وراءكم البحر فأنجيكم وأغرقهم .

فَأَرْسَلَ فِرْعَوْنُ فِي الْمَدَائِنِ حَاشِرِينَ [٥٣]

تفسير الأية 53: تفسير الجلالين

{ فأرسل فرعون } حين أخبر بسيرهم { في المدائن } قيل كان له ألف مدينة واثنا عشر ألف قرية { حاشرين } جامعين الجيش قائلا .

إِنَّ هَٰؤُلَاءِ لَشِرْذِمَةٌ قَلِيلُونَ [٥٤]

تفسير الأية 54: تفسير الجلالين

{ إن هؤلاء لشرذمةٌ } طائفة { قليلون } قيل كانوا ستمائة ألف وسبعين ومقدمة جيشه سبعمائة ألف فقللهم بالنظر إلى كثرة جيشه .

وَإِنَّهُمْ لَنَا لَغَائِظُونَ [٥٥]

تفسير الأية 55: تفسير الجلالين

{ وإنهم لنا لغائظون } فاعلون ما يغيظنا .

وَإِنَّا لَجَمِيعٌ حَاذِرُونَ [٥٦]

تفسير الأية 56: تفسير الجلالين

{ وإنا لجميعٌ حذرون } مستعدون وفي قراءة حاذرون متيقظون .

فَأَخْرَجْنَاهُمْ مِنْ جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ [٥٧]

تفسير الأية 57: تفسير الجلالين

قال تعالى: { فأخرجناهم } أي فرعون وقومه من مصر ليلحقوا موسى وقومه { من جنات } بساتين كانت على جانبي النيل { وعيون } أنهار جارية في الدور من النيل .

وَكُنُوزٍ وَمَقَامٍ كَرِيمٍ [٥٨]

تفسير الأية 58: تفسير الجلالين

{ وكنوز } أموال ظاهرة من الذهب والفضة، وسميت كنوزا لأنه لم يعط حق الله تعالى منها { ومقامٍ كريمٍ } مجلس حسن للأمراء والوزراء يحفه أتباعهم .

كَذَٰلِكَ وَأَوْرَثْنَاهَا بَنِي إِسْرَائِيلَ [٥٩]

تفسير الأية 59: تفسير الجلالين

{ كذلك } أي إخراجنا كما وصفنا { وأورثناها بني إسرائيل } بعد إغراق فرعون وقومه .

فَأَتْبَعُوهُمْ مُشْرِقِينَ [٦٠]

تفسير الأية 60: تفسير الجلالين

{ فأتبعوهم } لحقوهم { مشرقين } وقت شروق الشمس .

00:00