سورة الطور

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَٰنِ الرَّحِيمِ

وَالطُّورِ [١]

تفسير الأية 1: تفسير الجلالين

{ والطور } أي الجبل الذي كلم الله عليه موسى .

وَكِتَابٍ مَسْطُورٍ [٢]

تفسير الأية 2: تفسير الجلالين

{ وكتاب مسطور } .

فِي رَقٍّ مَنْشُورٍ [٣]

تفسير الأية 3: تفسير الجلالين

{ في رقٍّ منشور } أي التوراة أو القرآن .

وَالْبَيْتِ الْمَعْمُورِ [٤]

تفسير الأية 4: تفسير الجلالين

{ والبيت المعمور } هو في السماء الثالثة أو السادسة أو السابعة بحيال الكعبة يزوره كل يوم سبعون ألف ملك بالطواف والصلاة لا يعودون إليه أبدا .

وَالسَّقْفِ الْمَرْفُوعِ [٥]

تفسير الأية 5: تفسير الجلالين

{ والسقف المرفوع } أي السماء .

وَالْبَحْرِ الْمَسْجُورِ [٦]

تفسير الأية 6: تفسير الجلالين

{ والبحر المسجور } أي المملوء .

إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ لَوَاقِعٌ [٧]

تفسير الأية 7: تفسير الجلالين

{ إن عذاب ربك لواقع } لنازل بمستحقه .

مَا لَهُ مِنْ دَافِعٍ [٨]

تفسير الأية 8: تفسير الجلالين

{ ماله من دافع } عنه .

يَوْمَ تَمُورُ السَّمَاءُ مَوْرًا [٩]

تفسير الأية 9: تفسير الجلالين

{ يوم } مفعول لواقع { تمور السماء مورا } تتحرك وتدور .

وَتَسِيرُ الْجِبَالُ سَيْرًا [١٠]

تفسير الأية 10: تفسير الجلالين

{ وتسير الجبال سيرا } تصير هباء منثورا وذلك في يوم القيامة .

فَوَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ [١١]

تفسير الأية 11: تفسير الجلالين

{ فويل } شدة عذاب { يومئذ للمكذبين } للرسل .

الَّذِينَ هُمْ فِي خَوْضٍ يَلْعَبُونَ [١٢]

تفسير الأية 12: تفسير الجلالين

{ الذين هم في خوض } باطل { يلعبون } أي يتشاغلون بكفرهم .

يَوْمَ يُدَعُّونَ إِلَىٰ نَارِ جَهَنَّمَ دَعًّا [١٣]

تفسير الأية 13: تفسير الجلالين

{ يوم يُدعُّون إلى نار جهنم دعّا } يدفعون بعنف بدل من يوم تمور، ويقال لهم تبكيتا .

هَٰذِهِ النَّارُ الَّتِي كُنْتُمْ بِهَا تُكَذِّبُونَ [١٤]

تفسير الأية 14: تفسير الجلالين

{ هذه النار التي كنتم بها تكذبون } .

أَفَسِحْرٌ هَٰذَا أَمْ أَنْتُمْ لَا تُبْصِرُونَ [١٥]

تفسير الأية 15: تفسير الجلالين

{ أفسحر هذا } العذاب الذي ترون كما كنتم تقولون في الوحي هذا سحر { أم أنتم لا تبصرون } .

اصْلَوْهَا فَاصْبِرُوا أَوْ لَا تَصْبِرُوا سَوَاءٌ عَلَيْكُمْ إِنَّمَا تُجْزَوْنَ مَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ [١٦]

تفسير الأية 16: تفسير الجلالين

{ اصلوْها فاصبروا } عليها { أو لا تصبروا } صبركم وجزعكم { سواء عليكم } لأن صبركم لا ينفعكم { إنما تجزون ما كنتم تعملون } أي جزاءه .

إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَنَعِيمٍ [١٧]

تفسير الأية 17: تفسير الجلالين

{ إن المتقين في جنات ونعيم } .

فَاكِهِينَ بِمَا آتَاهُمْ رَبُّهُمْ وَوَقَاهُمْ رَبُّهُمْ عَذَابَ الْجَحِيمِ [١٨]

تفسير الأية 18: تفسير الجلالين

{ فاكهين } متلذذين { بما } مصدرية { آتاهم } أعطاهم { ربهم ووقاهم ربهم عذاب الجحيم } عطفا على آتاهم، أي بإتيانهم ووقايتهم ويقال لهم .

كُلُوا وَاشْرَبُوا هَنِيئًا بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ [١٩]

تفسير الأية 19: تفسير الجلالين

{ كلوا واشربوا هنيئا } حال أي: مهنئين { بما } الباء سببية { كنتم تعملون } .

مُتَّكِئِينَ عَلَىٰ سُرُرٍ مَصْفُوفَةٍ وَزَوَّجْنَاهُمْ بِحُورٍ عِينٍ [٢٠]

تفسير الأية 20: تفسير الجلالين

( متكئين ) حال من الضمير المستكن في قوله "" في جنات "" ( على سرر مصفوفة ) بعضها إلى جنب بعض ( وزوجناهم ) عطف على جنات ، أي قرناهم ( بحور عين ) عظام الأعين حسانها .

وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُمْ بِإِيمَانٍ أَلْحَقْنَا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَمَا أَلَتْنَاهُمْ مِنْ عَمَلِهِمْ مِنْ شَيْءٍ كُلُّ امْرِئٍ بِمَا كَسَبَ رَهِينٌ [٢١]

تفسير الأية 21: تفسير الجلالين

{ والذين آمنوا } مبتدأ { أتبعناهم } وفي قراءة واتبعتهم معطوف على آمنوا { ذرياتهم } وفي قراءة ذريتهم الصغار والكبار { بإيمان } من الكبار ومن أولادهم الصغار والخبر { ألحقنا بهم ذرياتهم } المذكورين في الجنة فيكونون في درجتهم وإن لم يعملوا تكرمة للآباء باجتماع الأولاد إليهم { وما ألتناهم } بفتح اللام...

وَأَمْدَدْنَاهُمْ بِفَاكِهَةٍ وَلَحْمٍ مِمَّا يَشْتَهُونَ [٢٢]

تفسير الأية 22: تفسير الجلالين

{ وأمددناهم } زدناهم في وقت بعد وقت { بفاكهة ولحم ما يشتهون } وإن لم يصرحوا بطلبه .

يَتَنَازَعُونَ فِيهَا كَأْسًا لَا لَغْوٌ فِيهَا وَلَا تَأْثِيمٌ [٢٣]

تفسير الأية 23: تفسير الجلالين

{ يتنازعون } يتعاطون بينهم { فيها } أي الجنة { كأسا } خمرا { لا لغوٌ فيها } أي بسبب شربها يقع بينهم { ولا تأثيم } به يلحقهم بخلاف خمر الدنيا .

وَيَطُوفُ عَلَيْهِمْ غِلْمَانٌ لَهُمْ كَأَنَّهُمْ لُؤْلُؤٌ مَكْنُونٌ [٢٤]

تفسير الأية 24: تفسير الجلالين

{ ويطوف عليهم } للخدمة { غلمان } أرقاء { لهم كأنهم } حسنا ولطافة { لؤلؤ مكنون } مصون في الصدف لأنه فيها أحسن منه في غيرها .

وَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلَىٰ بَعْضٍ يَتَسَاءَلُونَ [٢٥]

تفسير الأية 25: تفسير الجلالين

{ وأقبل بعضهم على بعض يتساءلون } يسأل بعضهم بعضا عما كانوا عليه وما وصلوا إليه تلذذا واعترافا بالنعمة .

قَالُوا إِنَّا كُنَّا قَبْلُ فِي أَهْلِنَا مُشْفِقِينَ [٢٦]

تفسير الأية 26: تفسير الجلالين

{ قالوا } إيماء إلى علة الوصول { إنا كنا قبل في أهلنا } في الدنيا { مشفقين } خائفين من عذاب الله .

فَمَنَّ اللَّهُ عَلَيْنَا وَوَقَانَا عَذَابَ السَّمُومِ [٢٧]

تفسير الأية 27: تفسير الجلالين

{ فمنّ الله علينا } بالمغفرة { ووقانا عذاب السموم } النار لدخولها في المسام وقالوا إيماء أيضا .

إِنَّا كُنَّا مِنْ قَبْلُ نَدْعُوهُ إِنَّهُ هُوَ الْبَرُّ الرَّحِيمُ [٢٨]

تفسير الأية 28: تفسير الجلالين

{ إنا كنا من قبل } أي في الدنيا { ندعوه } نعبده موحدين { إنه } بالكسر استئنافا وإن كان تعليلا معنى وبالفتح تعليلا لفظا { هو البر } المحسن الصادق في وعده { الرحيم } العظيم الرحمة .

فَذَكِّرْ فَمَا أَنْتَ بِنِعْمَتِ رَبِّكَ بِكَاهِنٍ وَلَا مَجْنُونٍ [٢٩]

تفسير الأية 29: تفسير الجلالين

{ فذكِّر } دم على تذكير المشركين ولا ترجع عنه لقولهم لك كاهن مجنون { فما أنت بنعمة ربك } بإنعامه عليك { بكاهن } خبر ما { ولا مجنون } معطوف عليه .

أَمْ يَقُولُونَ شَاعِرٌ نَتَرَبَّصُ بِهِ رَيْبَ الْمَنُونِ [٣٠]

تفسير الأية 30: تفسير الجلالين

{ أم } بل { يقولون } هو { شاعر نتربص به ريْب المنون } حوادث الدهر فيهلك كغيره من الشعراء .

قُلْ تَرَبَّصُوا فَإِنِّي مَعَكُمْ مِنَ الْمُتَرَبِّصِينَ [٣١]

تفسير الأية 31: تفسير الجلالين

{ قل تربصوا } هلاكي { فإني معكم من المتربصين } هلاككم فعذبوا بالسيف يوم بدر، والتربص الانتظار .

أَمْ تَأْمُرُهُمْ أَحْلَامُهُمْ بِهَٰذَا أَمْ هُمْ قَوْمٌ طَاغُونَ [٣٢]

تفسير الأية 32: تفسير الجلالين

{ أم تأمرهم أحلامهم } عقولهم { بهذا } قولهم له: ساحر كاهن مجنون، أي لا تأمرهم بذلك { أم } بل { هم قوم طاغون } بعنادهم .

أَمْ يَقُولُونَ تَقَوَّلَهُ بَلْ لَا يُؤْمِنُونَ [٣٣]

تفسير الأية 33: تفسير الجلالين

{ أم يقولون تقوَّلهُ } اختلق القرآن، لم يختلقه { بل لا يؤمنون } استكبارا، فإن قالوا اختلقه .

فَلْيَأْتُوا بِحَدِيثٍ مِثْلِهِ إِنْ كَانُوا صَادِقِينَ [٣٤]

تفسير الأية 34: تفسير الجلالين

{ فليأتوا بحديث } مختلق { مثله إن كانوا صادقين } في قولهم .

أَمْ خُلِقُوا مِنْ غَيْرِ شَيْءٍ أَمْ هُمُ الْخَالِقُونَ [٣٥]

تفسير الأية 35: تفسير الجلالين

{ أم خُلقوا من غير شيء } من غير خالق { أم هم الخالقون } أنفسهم ولا يعقل مخلوق بغير خالق ولا معدوم يخلق فلابد من خالق هو الله الواحد فلم لا يوحدونه ويؤمنون برسوله وكتابه .

أَمْ خَلَقُوا السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بَلْ لَا يُوقِنُونَ [٣٦]

تفسير الأية 36: تفسير الجلالين

{ أم خلقوا السماوات والأرض } ولا يقدر على خلقهما إلا الله الخالق فلم لا يعبدونه { بل لا يوقنون } به وإلا لآمنوا بنبيه .

أَمْ عِنْدَهُمْ خَزَائِنُ رَبِّكَ أَمْ هُمُ الْمُصَيْطِرُونَ [٣٧]

تفسير الأية 37: تفسير الجلالين

{ أم عندهم خزائن ربك } من النبوة والرزق وغيرهما فيخصوا من شاءُوا بما شاءُوا { أم هم المسيطرون } المتسلطون الجبارون وفعله سيطر ومثله بيطر وبيقر .

أَمْ لَهُمْ سُلَّمٌ يَسْتَمِعُونَ فِيهِ فَلْيَأْتِ مُسْتَمِعُهُمْ بِسُلْطَانٍ مُبِينٍ [٣٨]

تفسير الأية 38: تفسير الجلالين

{ أم لهم سلم } مرقى إلى السماء { يستمعون فيه } أي عليه كلام الملائكة حتى يمكنهم منازعة النبي بزعمهم إن ادعوا ذلك { فليأت مبين } بحجة مستمعهم مدعي الاستماع عليه { بسلطان مبين } بينة واضحة ولشبه هذا الزعم بزعمهم أن الملائكة بنات الله قال تعالى .

أَمْ لَهُ الْبَنَاتُ وَلَكُمُ الْبَنُونَ [٣٩]

تفسير الأية 39: تفسير الجلالين

{ أم له البنات } بزعمكم { ولكم البنون } تعالى الله عما زعمتموه .

أَمْ تَسْأَلُهُمْ أَجْرًا فَهُمْ مِنْ مَغْرَمٍ مُثْقَلُونَ [٤٠]

تفسير الأية 40: تفسير الجلالين

{ أم تسألهم أجرا } على ما جئتهم به من الدين { فهم من مغرم } غرم ذلك { مثقلون } فلا يسلمون .

أَمْ عِنْدَهُمُ الْغَيْبُ فَهُمْ يَكْتُبُونَ [٤١]

تفسير الأية 41: تفسير الجلالين

{ أم عندهم الغيب } أي علمه { فهم يكتبون } ذلك حتى يمكنهم منازعة النبي صلى الله عليه وسلم في البعث وأمور الآخرة بزعمهم .

أَمْ يُرِيدُونَ كَيْدًا فَالَّذِينَ كَفَرُوا هُمُ الْمَكِيدُونَ [٤٢]

تفسير الأية 42: تفسير الجلالين

{ أم يريدون كيدا } بك ليهلكوك في دار الندوة { فالذين كفروا هم المكيدون } المغلوبون المهلكون فحفظه الله منهم ثم أهلكهم ببدر .

أَمْ لَهُمْ إِلَٰهٌ غَيْرُ اللَّهِ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ [٤٣]

تفسير الأية 43: تفسير الجلالين

{ أم لهم إله غير الله سبحان الله عما يشركون } به من الآلهة والاستفهام بأم في مواضعها للتقبيح والتوبيخ .

وَإِنْ يَرَوْا كِسْفًا مِنَ السَّمَاءِ سَاقِطًا يَقُولُوا سَحَابٌ مَرْكُومٌ [٤٤]

تفسير الأية 44: تفسير الجلالين

( وإن يروا كسفا ) بعضا ( من السماء ساقطا ) عليهم كما قالوا : "" فأسقط علينا كسفا من السماء "" أي تعذيبا لهم ( يقولوا ) هذا ( سحاب مركوم ) متراكب نروى به ولا يؤمنون .

فَذَرْهُمْ حَتَّىٰ يُلَاقُوا يَوْمَهُمُ الَّذِي فِيهِ يُصْعَقُونَ [٤٥]

تفسير الأية 45: تفسير الجلالين

{ فذرهم حتى يلاقوا يومهم الذي فيه يصعقون } يموتون .

يَوْمَ لَا يُغْنِي عَنْهُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئًا وَلَا هُمْ يُنْصَرُونَ [٤٦]

تفسير الأية 46: تفسير الجلالين

{ يوم لا يغني } بدل من يومهم { عنهم كيدهم شيئا ولا هم يُنصرون } يمنعون من العذاب في الآخرة .

وَإِنَّ لِلَّذِينَ ظَلَمُوا عَذَابًا دُونَ ذَٰلِكَ وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ [٤٧]

تفسير الأية 47: تفسير الجلالين

{ وإنَّ للذين ظلموا } بكفرهم { عذابا دون ذلك } في الدنيا قبل موتهم فعذبوا بالجوع والقحط سبع سنين وبالقتل يوم بدر { ولكن أكثرهم لا يعلمون } أن العذاب ينزل بهم .

وَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ فَإِنَّكَ بِأَعْيُنِنَا وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ حِينَ تَقُومُ [٤٨]

تفسير الأية 48: تفسير الجلالين

{ واصبر لحكم ربك } بإمهالهم ولا يضق صدرك { فإنك بأعيننا } بمرأى منا نراك ونحفظك { وسبح } متلبسا { بحمد ربك } أي قل: سبحان الله وبحمده { حين تقوم } من منامك أو من مجلسك .

وَمِنَ اللَّيْلِ فَسَبِّحْهُ وَإِدْبَارَ النُّجُومِ [٤٩]

تفسير الأية 49: تفسير الجلالين

{ ومن الليل فسبحه } حقيقة أيضا { وإدبار النجوم } مصدر، أي عقب غروبها سبحه أيضا، أو صلّ في الأول العشاءين، وفي الثاني الفجر وقيل الصبح .

00:00